الأعداد السابقة
المجلد :8 العدد : 2 1980
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الأزمنة الراهنة في الفكر التنموي
المؤلف : رمزي زكي
شهد العقد الأول للتنمية (1960- 1970) ارهاصات التنمية وطموحاتها في عدد لابأس به من الدول المتخلفة ، كما شهد اكتمال هذه الترسانة الضخمة من النتاج الفكري المكثف في مجال التخلف والتنمية . أما العقد الثاني (1970 –1980 ) فيمكن وصفه بأنه العقد الذي شهد موت هذه الطموحات الإنمائية في الدول المتخلفة ، وأن يعاصر المرء فيه تلك المحاكمات الكبرى التي جرت وتجري الآن لإنجازات هذا الفكر . وليس من المصادفة أن تتزامن أزمة التنمية في الدول المتخلفة مع أزمة الفكر التنموي ، نظرا لما بين الأزمتين من صلة شديدة . ذلك أن نمط التفكير الذي أفرزه الفكر الاقتصادي الغربي خلال الخمسينيات كانت له قوة السيطرة بشكل واضح على واضعي السياسة الاقتصادية ورجال التخطيط وكبار المسئولين في هذه البلاد. ومن هنا يجوز لنا الإدعاء ، أن أزمة التنمية التي تعيشها مجموعة من الدول تعود إلى طغيان نوع معين من الفكر التنموي الذي لم يكن يلائم أوضاع هذه البلاد ، ولا يصلح لها للاسترشاد به في تفسير ظاهرة التخلف ، ومن ثم للاستعانة به في تسهيل عملية نقل هذه البلاد من حالة التخلف إلى حالة التقدم . تهدف هذه الدراسة إلى استعراض أهم الانتقادات العامة التي على أساسها يحاكم الآن الفكر التنموي التقليدي ، والنتائج العملية السلبية التي تمخضت عن تبني هذا الفكر في مجال الواقع العملي في تجارب التنمية في الدول المتخلفة ، ثم محاولات الخروج من الأزمة باستعراض سريع لمعالم التطور النظري المعاصر في قضايا التخلف والنمو . وأخيرا تنتهي الدراسة بالتعرض لسؤال هام وهو : أين نحن من هذه الأزمة ؟