الأعداد السابقة
المجلد :16 العدد : 1 1988
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الصحافة الغربية وإسطورة الموضوعية
المؤلف : عمر الخطيب
يعرف معجم أكسفورد الإنجليزي كلمة موضوعي بأنها تتعلق بما هو خارج العقل أو تؤكد على ما هو خارجه ، وتعالج الأشياء أو الأحداث الخارجية بأكثر مما تعالج المشاعر أو الأفكار الداخلية، وتنظر إلى الأشياء وتتناولها من منظور موضوعي ، وتعالج الموضوع بهدف عرض الحقائق الفعلية دون خضوع لمشاعر أو آراء الكاتب . لا شك أن المعنى واضح ، ولكن هل لهذا المصطلح صلاحية عملية عند تطبيقه في عالم الصحافة الحقيقي ؟ وهل يوجد بيننا من لديه القدرة على تقديم موضوع ما ، بدون أن يتأثر لهذا الموضـوع – ولو بطريقة غير واعية – بما يخالجه من أفكار داخلية ؟ إنها أسطورة نسعى إليها ، تدفعنا في ذلك مدارس الصحافة ونقاد الإعلام الذين يؤكدون وجود الموضوعية الخالصة . ولكي يحقق العقل البشـري الموضوعية الخالصة ، ينبغي أن يكون قادرا على معالجة المعلومات دون الرجوع إلى موارده المكتنزة من خبرة وتعليم وعواطف . فإذا ماافترضنا أن هذا ممكن فهل هذا أمر مرغوب فيه ؟ مالذي يتوقعه قارئ الأخبار : هل هو أسلوب لمعالجة الأحداث خال تماما مما تمليه عليه الذاكرة ، أم تحليل ذكي يضع الأحداث في إطارها التاريخي ويتعرف على الأنماط النبثقة منها ؟