الأعداد السابقة
المجلد :6 العدد : 13 1989
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
مشمولات مصرف في سبيل الله
المؤلف : د. عمر سليمان الأشقر
مشمولات مصرف في سبيل الله
بنظرة معاصرة حسب الاعتبارات المختلفة
د. عمر سليمان الأشقر
من مصارف الزكاة التي نص عليها القرآن الكريم : مصرف [[ في سبيل الله ]] وهذا المصرف من بين مصارف الزكاة السبعة الباقية قد شغل أهل الفقه والعلم – قديماً وحديثاً – من حيث تحديده والمراد به ، فكانت مذاهب الفقهاء فيه متعددة ، متباينة :
1 - فريق جعله مقصورا على الجهاد فقط .
2 - وجعل فريق من الفقهاء هذا المصرف عاماً في جميع القُربات .
3 - وفريق جعله قاصراً على المصالح العامة .
4 - وفريق أدخل في مشمولاته : الحج .
5 - وفريق أدخل في مشمولاته : العلماء والمدرسين والمفتين .
وهذه المذاهب والآراء أكثرها اجتهاد من صاحبه ، ومردود على معظمها فيما ذهبت إليه .
والذي ترجح لدينا ، بعد البحث والنظر أن أهم الأعمال التي يجب أن تصرف إليها الجهود والأموال اليوم - ومنها أموال الزكاة - العمل على تحكيم شريعة الله في الديار الإسلامية ، والسعي لإعادة الخلافة الإسلامية ، لأنه لا معنى لوجود المسلمين بدون وجود شريعة الإسلام ، ولا معنى لجهاد المسلمين إذا كان البديل أعداء الإسلام قوانين كافرة ، يضعها أبناء المسلمين وينفذونها في رقاب المسلمين .
يقول الشيخ محمد رشيد رضا : إن لسهم ( سبيل الله ) مصرفاً في السعي لإعادة حكم الإسلام ، وهو أهم من الجهاد ، لحفظه في حال وجوده من عدوان الكفار .
ويقول الدكتور القرضاوي : إن أهم وأول ما يعتبر الآن ( في سبيل الله ) هو العمل الجاد لاستئناف حياة إسلامية صحيحة ، تطبق فيها أحكام الإسلام كله : عقائد ، ومفاهيم ، وشعائر ، وشرائع ، وأخلاق ، وقيم .
ونعني بالعمل الجاد : العمل الجماعي المنظم الهادف ، لتحقيق نظام الإسلام ، وإقامة دولة الإسلام ، وإعادة خلافة الإسلام ، وأمة الإسلام ، وحضارة الإسلام .
إن هذا المجال هو في الحقيقة أوجب وأولى ما ينبغي أن يصرف فيه الغيورون على الإسلام زكاة أموالهم وعامة تبرعاتهم ، فإن أكثر المسلمين – للأسف – لم يفهموا - بعد - هذا المجال ، وضرورة تأييده بالنفس والمال ، ووجوب إيثاره بكل عون مستطاع ، على حين لا تعدم سائر المصارف من يمد لها يد المساعدة من الزكاة وغير الزكاة .
تمويل الحملات الانتخابية التي تمكن المسلمين في ديار الإسلام وتقربهم من الحكم بالإسلام وإصلاح البلاد والقوانين .
تمويل الحملات الإسلامية الجادة التي تواجه لجهود المدمرة التي تبذل في ديار الإسلام وتستهدف استئصال الإسلام واجتياح عقيدته ، ومن مظاهرها الكفر بالخالق ، والاستهزاء بالإسلام وشريعته ، والطعن في القرآن ورسول الله والإسلام ، وبث الشبهات حول صلاحية هذا الدين للحياة ، والمناداة بتحليل ما حرم الله ، وتحريم ما أحل الله .
تمويل الجهود الجادة التي تثبت الإسلام بين الأقليات الإسلامية في الديار التي تسلط فيها الكفر على رقاب المسلمين ، والتي يسعى الكفار فيها لتذويب البقية الباقية من المسلمين ومن البلاد التي تستحق أن يلتفت إليها بقوة : فلسطين المحتلة ، والتي يسعى اليهود لتذويب أهلها في بوثقة الكفر والإلحاد .
غزو عقول الكفار وقلوبهم وذلك بإقامة الجمعيات والمؤسسات والمراكز في ديار الكفر لنشر الإسلام بمختلف الطرق التي تلائم العصر .
تمويل الأعمال العسكرية الجهادية التي تصد عدوان الكفار على المسلمين ، كما هو حادث في فلسطين ، وأفغانستان ، والفلبين ، وأرتيريا ، والصومال .
تمويـل الأعمال العسكرية الجهادية التي تسعى لإعادة ما احتله الكفار من ديار الإسلام .
تمويل الحروب الإسلامية التي فرضت الشريعة الإسلامية خوضها ضد الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم ا