الأعداد السابقة
المجلد :12 العدد : 33 1997
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
القرآن في مواجهة الحضارة الغربية
المؤلف : د. زياد خليل الدغامين
القرآن في مواجهة الحضارة الغربية
بين النورسي ومحمد عبده
د. زياد خليل الدغامين
شأن القرآن في توجيه الحضارة وسمو أهدافها ، وتعديل مسارها ، وجعلها ربانية وإنسانية شاملة
– أمر بديهي عندنا نحن المسلمين - ، وهو مشهور غير منكور عند المنصفين من المؤرخين من جميع الملل والأديان .
والسؤال كيف يمكن
– اليوم – التعامل مع هذه الحضارة المادية الطاغية وقد كان لعلماء المسلمين المعاصرين دراسات وآراء ذات شأن ، ونحن نبحث نظرة عالمين منهما ، هما ، الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده [[ 1849 – 1905 ]] وبديع الزمان سعيد ميرزا النورسي [[ 1873 – 1960 ]] .
والنورسي جاء بعد محمد عبده ، إذ كان عمره عندما توفى الأول اثنين وثلاثين عاماً ، وقد ثبت إطلاعه إلى فكرة محمد عبده ومن سبقه وتأثره بدراسات وتفسيره للقرآن الكريم .
وكلاهما عني بالإصلاح التربوي والاجتماعي ، ومحاولة الإصلاح الأوضاع الفاسدة في زمانه وكما أن كلا منهما اشترك في الأعمال الجهادية ، وكان لكل منهما تأثير واضح في بيئته وجيله ، بل إن أثرهما امتد إلى شعوب العالم الإسلامي .
وامتاز كلا الرجلين بالتسامح الديني عن وعي ويقظة ، ولم ينسهما العمل بالسياسة العمل علي عودة الإسلام إلى الواجهة الأولى في جميع شؤون الحياة .
وقد توصل كل من الرجلين إلى أن الإسلام دين السلام والأمان ، وأن حقائق الإسلام خالدة معجزة ، لا يمكن التوصل إليها بطريق العقل .
وأن البشرية سيستمر شقاءها ما لم تعد إلى فطرة الإسلام .