الأعداد السابقة
المجلد :13 العدد : 36 1998
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
السكان والتنمية من منظور إسلامي
المؤلف : د. كمال توفيق الخطاب
السكان والتنمية من منظور إسلامي
د. كمال توفيق الخطاب *
إن التنمية المنشودة إسلامياً : هي التنمية النابعة من بيئتنا وقيمنا وحاجاتنا ، فليس متوسط دخل الفرد ، أو نصيبه من البروتين أو الكهرباء .. هي المؤشرات الحقيقية للتنمية ، وإنما مدى ارتقاء الإنسان بفكره وروحه ، ومدى تحقيق الطمأنينة والاستقرار ، وقبل ذلك مدى انسجامه مع الفطرة والنواميس الكونية ، والتزامه بالمباديء والقيم الإسلامية .
ويمكن إجمال ذلك في نقاط محددة :
1 - لا يصح القول : بأن زيادة السكان تؤدي إلى زيادة التنمية ، أو عرقلة التنمية ، لأن الأمر يتوقف على نوعية الزيادة ومدى انضباطها بالضوابط الإسلامية .
2 - من أبرز الضوابط الإسلامية للزيادة السكانية : اشتراط الباءة ، واختيار الأكفاء ، واختيار ذات الدين ، وكفالة الأقارب ، كما أن سياسة الاستعفاف تعتبر من أهم الضوابط ، التي تتفوق على كل سياسات تحديد النسل المحرمة شرعاً .
3 - إن الزيادة السكانية التي يريدها الإسلام : هي : إيجابية ، فاعلة ، مؤثرة ، منتجة ، نافعة للمجتمع ، تستطيع مواصلة المسيرة ، وتتسلم زمام الإنتاج والحياة الاقتصادية من الأجيال السابقة بفاعلية وكفاءة .
4 - من أبرز الضوابط الإسلامية للتنمية : أنها تنمية ذاتية ، شاملة ، متوازنة ، تحقق الاكتفاء الذاتي ، وتؤمن حد الكفاية ، إن هذه الضوابط وغيرها ، تجعل التنمية الإسلامية تستوعب الزيادة السكانية الفاعلة ، وتوظفها نحو التقدم .
5 - إن زيادة السكان ليست هي العامل الوحيد المؤثر في التنمية ، ومع ذلك لن تحدث الزيادة السكانية آثاراً إيجابية على التنمية ، إلا بالالتزام بالضوابط والقيم الإسلامية .