في أقل من نصف قرن استطاع رجل واحد أن يكون دولة تمتد من البحر الأحمر غربا الي الخليج العربي شرقا . ذلك الإنجاز الذي يفوق استطاعة العديد من الرجال العظام علي مر اثني عشر سنة .
واستطاع عبد العزيز أن يستعيد الرياض عاصمة جدوده من أعدائه ; الرشيد حكام جبال الشمر الواقعة شمال نجد . كما استطاع أن يفرض نفوذه علي القطيف والحجاز والعصير وتهامة نجد , فعمل علي تقويض الثوار وعزز الامان وأرسي أساس الاستقرار .
ولقد كانت السياسة التي انتهجها عبد العزيز سببا في شعور الشعب بالأمان ، وعلي الرغم من كونه لم يحظى بالتعليم الحديث ، إلا انه كان يتمتع بما يميز الشخص المتعلم من الحس العام والتقدير السديد . ولقد عرف عنه تدينه وإقدامه وشجاعته و صبره فيما يتعلق بشؤون البلاد . ولقد فرض عبد العزيز سيطرته علي كل الصحراء ، وكان يقول : اننى لست بأشجع من الاخرين ، الا انه عندما يحمي وطيس المعركة ، فانني أرى في لمح البصر ما لا يراه الاخرون ، و أعمل ما لا يعملون .
ولقد راي عبد العزيز أن الرباط الدينى و إتباع مبادىء الحركة الوهابية هو القاسم المشرك الذي يربط الشرائح المختلفة في المجتمع , ولذا أنشأ الحجر للمساعدة في القضاء علي المنازعات .
ولقد اعتمد عبد العزيز علي الصداقة في علاقاته وخاصة مع الانجليز الذين أحاطوا مملكتة من كل الاتجاهات . وعلي الرغم من هذا فلم يتسلل الخوف الى قلبه ، بل حاول عدم الدخول في أية منازعات معهم ، كما استعان بهم في التغلب علي أعدائه الهاشميون في العراق وشرق الاردن .
وعند تردى الوضع علي الصعيد الفلسطيني عقب الصويت لدى الأمم المتحدة علي قرار التقسيم في نوفمبر 1947 ، أعلم عبد العزيز الحكومة الأمريكية أن العرب سوف يقاتلون حتي اخر رجل للدفاع عن كرامتهم .
ولقد وافته المنية في التاسع من نوفمبر 1953 عقب أزمة قلبية ، بعد أن حول العداء بين العرب الي الصداقة الحميمة .