الأعداد السابقة
السنة :5 العدد : 17 1979
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الجوانب السلوكية في التخطيط الحضري لدول الخليج العربي .
DOI :
المؤلف : د. عبد الإله أبو عيـاش .
مر التخطيط في دول الخليج العربي بمراحل مختلفة عكست تغيرا وتبدلا في المفاهيم والأطر النظرية التي توجه مساراته واتجاهاته . ويأتي تغير وتبدل المفاهيم عادة نتيجة قصور المفهوم أو البناء النظري عن تفسير الواقع بدرجة معقولة . فمقارنة البناء النظري بالواقع يعطينا فكرة واضحة عن مدى صدق هذا البناء في إعطاء صورة صادقة عن هذا الواقع . فالانحراف بين النظرية والتطبيق يمثل قصورا في النظرية ، وافتقارا إلى العناصر القادرة على تنبؤ وتوقع ما يحدث فعلا في الواقع . وتشكل هذه الانحرافات مشكلات ملحة أمام الباحثين ، لأن هذه الانحرافات هي الفجوات التي تظهر باستمرار بين ما يطمح ٍإليه المخططون من وضع مثالي وما يظهر في البيئة من معوقات تبعد الواقع عن الوضع المثالي . وقد شهد التخطيط في دول الخليج العربي تطورات متتالية نتيجة النمو الاقتصادي السريع والتبدل للخطط الموضوعة وأهدافها .
والمعروف أن النظريات التخطيطية مرت بمراحل متعددة تبدلت فيها الهياكل النظرية حسب تغير الظروف والوضعيات في بيئة الإنسان الحضرية . ففي المراحل الأولى من تطور النظرية التخطيطية كان التركيز ينصب على نقطة محددة أو موضع معين . ثم حدث المزيد من التطور فأصبحت الأطر النظرية تتضمن عدة مواضع ترتبط مع ما يحيط بها من أنشطة تتفاعل معها وتؤثر فيها وتتأثر بها . ومع تزايد تعقد البيئة الحضرية ، وجد المخططون أن المشكلات الناجمة عن الافتقار ٍإلى التنسيق والترابط بين عدة مواضع كان يؤدي إلى فجـوات تخطيطية مستمرة . كما أن بعض هذه المشكلات نجمت عن معالجة البيئة الحضرية ضمن خطة تفتقر إلى الديناميكية ، وهي ظاهرة مميزة للحياة الحضرية .