الأعداد السابقة
السنة :6 العدد : 21 1980
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
العلاقات اليمنية البريطانية في عهد الأمام يحيى بن حميد الدين .
DOI :
المؤلف : د. فتوح عبد المحسن الخترش .
تولى الإمام يحيى بن حميد الدين الحكم في شهر فبراير 1904م ، ومنذ البداية راح يبذل كل جهد من أجل تدعيم مركزه بصفته أحد الائمة الزيديين الذين يعتقدون أن لهم الحق المطلق في حكم اليمن ، بل والجنوب العربي كله .
وكانت السنوات السبع الأول من عهد الإمام يحيى سنوات حرب متصلة ضد الأتراك العثمانيين انتهت بعقد صلح بينه وبين الوالي أحمد عزت باشا في عام 1911م . وقد حوت شروط الصلح عشرين مادة تنظم العلاقات بين الإمام والسلطات العثمانية اعترفت الحكومة التركية بمقتضاها بالإمام رئيسا للمذهب الزيدي ومنحته حق تعيين القضاة الزيديين بموافقة السلطان ، ومنذ ذلك التاريخ كان الإمام يمارس نوعا من الاستقلال الذاتي المحلي في إطار النفوذ التركي ، واستمر على ولائه للدولة العثمانية .
وعندما اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى جعل الإمام يحيى من أهدافه الخاصة ورغبته في الاستقلال الكامل القبلة التي يوجه نحوها كل تحركاته ، ومن ثم التزم موقف الحياد طيلة فترة الحرب تحسبا لما قد تتمخض عنه من نتائج ، وإن كان غيره من الحكام العرب مثل الشريف حسين أو ابن سعود أو الإدريسي قد ثاروا على الأتراك أو أبرموا الاتفاقات مع الإنجليز ، إلا أن الإمام يحيى نحى منحى آخر فلم يشن ثورة على الأتراك-كما فعل هو نفسه في بداية حكمه-ولإنما التزم جانب الحيطة والحذر ولم يخرج عن هذا النهج إلا عندما قضي الأمر وأعلنت الهدنة في 30 أكتوبر عام 1918م .