الأعداد السابقة
السنة :12 العدد : 46 1986
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
التطور الاستراتيجي لصراع القوى العظمى وأثره على أمن الخليج العربي .
DOI :
المؤلف : د. بكرمصباح تنيـره .
ظاهرة الصراع الاستراتيجي بين القوى العظمى في العالم من الظواهر المؤثرة على الأمن والسلام الدوليين ، وهي تهدد استقرار واستقلال بقية الدول . وهذه الظاهرة كثيرة التغير والتطور بشكل دائم ، ومرجع ذلك إلى العوامل المتعددة التي تؤثر في طبيعة الصراع ، والكيفية التي يدور بها ، والأهداف التي تسعى أطرافه للوصول إليها . فالقوى العظمى الممثلة في الدول الكبرى ، تتطلع دائما إلى القيام بدور مميز في إدارة الشؤون الدولية ، وتعمل من خلال ذلك للمحافظة على مصالحها الحيوية ، وتحقيق أهداف استراتيجيتها العليا . والصراع الاستراتيجي في جوهره ، يقوم بسبب التعارض بين تلك المصالح والأهداف ، وتنافس هذه الدول على بسط سيطرتها ونفوذها بكل الوسائل المتاحة لديها في مناطق العالم المختلفة .
ومن المعروف أن الصراع بين القوى العظمى ، أدى في الماضي إلى قيام الحربين العالميتين الأولى ، والثانية في غضون ثلاثين عاما ، وهو ما زال يؤدي إلى نشوب الحروب الإقليمية المحدودة في عدد غير قليل من المناطق الحساسة في العالم . وقد تطورت نظريات هذا الصراع ووسائله في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، وفي ظل نظام التوازن الدولي القائم ، وتحت تأثير التقدم الهائل في صناعة الأسلحة النووية والصاروخية ، وظهور قوة دولية عظمى وهي الصين . فبعد أن كان الصراع يدور بطريقة مباشرة بين هذه الدول ، أصبح في الوقت الحاضر وفي ظل ميزان الرعب النووي يجري بطرق متنوعة وغير مباشرة .