الأعداد السابقة
السنة :13 العدد : 50 1987
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
نحو استراتيجية إقليمية عربية للتنمية الصناعية : نموذج دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .
DOI :
المؤلف : د. موريس جرجـس ، د. نـزار الربيعـي .
اتجهت القوى العالمية البارزة بعد الحرب العالمية الثانية نحو التكتل وتشكيل المجموعات السياسية والاقتصادية رغبة منها في تدعيم قوتها الاقتصادية وزيادة نفوذها السياسي . فلقد بادر المعسكر العربي وأنشأ منظمة السوق الأوروبية المشتركة . ثم قابله المعسكر الشرقي بإنشاء منظمة الكوميكون للاستفادة من مزايا التكامل الاقتصادي من أجل تنشيط حركة التجارة الدولية .
وفي خضم هذا النشاط وردود الفعل العالمية اتخذت بعض الدول العربية المستقلة حديثا نفس المسار التكتلي ، فدعمت من تقاربها بعقد عدة اتفاقيات ثنائية وجماعية ، وبرزت إلى الوجود جامعة الدول العربية على أثر عقد بروتوكول الإسكندرية في عام 1945م . ولقد أعقب ذلك عقد اتفاقية تسهيل عمليات التبادل التجاري وحركة رؤوس الأموال بين الدول الأعضاء ، واتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية في أوائل الستينات ، التي قام مجلسها المنبثق عنها بتأسيس شركات عربية مشتركة عديدة في مجالات التعدين والصناعة والدواء والغذاء . وكذلك برز إلى الوجود كثيـر من الاتحادات والمنظمات المتخصصة في فروع عديدة من قطاعات الاقتصاد .
ورغم أن هذه الدراسة لا تهدف إلى تقييم ما تم
– إلى الآن – من عمل عربي مشترك فتكفي الإشارة السطحية بأن ذلك كان ولا زال دون مستوى الطموحات ، لأسباب سياسية واقتصادية لا تخص جوهر بحثنا هذا . وجدير بالملاحظة أن دولا عربية حاولـت ( بعد أن تأكد لها جمود العمل العربي الجماعي ) مؤخرا اللجوء إلى التعاون والتنسيق على مستويات إقليمية جغرافية ، اعتقادا منها بأن ذلك سوف يخدم في النهاية العمل العربي المشترك ككل ، خصوصا وأن هذه الدول تنتمي إلى أقاليم جغرافية ذات خصائص اقتصادية وسياسية واجتماعية متشابهة ومتجانسة نوعا ما . ومن هذا المنطلق نشأ مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 1981م لوضع أسس التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء .