الأعداد السابقة
السنة :15 العدد : 57 1989
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
تقدير الأهمية الاقتصادية للمياه في الاستخدامات الزراعية المختلفة بمنطقـةالقصيـم .
DOI :
المؤلف : د. جلال الملاح ، د. نصر القـزاز .
رغم أن المياه تعتبر أهم المدخلات في العملية الإنتاجية ، ورغم أن هذا المورد الإنتاجي يعتبر أهم محددات الإنتاج في الأراضي القاحلة إلا أن اغلب الدراسات لا تدخل الماء كمورد اقتصادي في حساباتها ، بل ولا تحسب له سعرا ، أو قيمة اقتصادية ، في أغلب الأحيان . وربما يعزى ذلك أساسا إلى أن المزارعين يحصلون على المياه بدون أي تكلفة مدفوعة كسعر له ، ولو أن للمياه سعرا يتحمله المزارعون كما هو الحال في بقية العناصر الإنتاجية المشتراه - والتي تدخل في العملية الإنتاجية : كالأسمدة ، والمبيدات والميكنة
… إلخ – لأدخل هؤلاء الزراع في حساباتهم عبء هذه التكلفة ، للمفاضلة بين أنواع الحاصلات الزراعية التي يقومون بزراعتها على أساس ما يتحملونه من تكلفة تختلف باختلاف كمية المياه التي يحتاجها كل محصول ( حسنين ، 1973م ) . وعلى المستوى الوطني يتعين أيضا النظر إلى المياه كمورد اقتصادي نادر ، ومحاولة الحصول منه على أقصى فائدة ممكنة أي تحقيق الكفاءة الاقتصادية لإستخدامات المياه في الزراعة بقدر الإمكان .
وأمر هذا شأنه إنما يقتضي أن لا تتم المفاضلة بين الحاصلات التي تنتج للسوق على أساس صافي الدخل من الوحدة المساحية الأرضية . بل أيضا على أساس اعتبار المياه سلعة لها ثمن ، وأنها عنصر نادر ومحدود وبالتالي يتحتم إدخاله في إطار الحسابات الاقتصادية الزراعية .
ويمكن تقدير الأهمية الاقتصادية لعنصر المياه في الاستخدامات البديلة باستخدام التحليل الحدي ، حيث يتحقق الاستخدام الأمثل للمياه عندما يتساوى الإيراد الحدي لعنصر المياه في استخداماته البديلة . كما يمكن أيضا الوصول إلى الاستخدام الأمثل باستخدام طريقة البرمجة الخطية ، إلا أن كلا الأسلوبين يتطلب معرفة الإيراد الحدي لعنصر المياه ( سعر المياه ) وتكاليف الإنتاج لكافة المحاصيل ، وهي بيانات غير متوافرة حاليا عن الزراعة السعودية . ولذلك فإن الطريقة المستخدمة في هذا البحث لتقدير الأهمية الاقتصادية لعنصر المياه تعتمد على مقارنة العائد الفيزيقي ( أي الإنتاج الكلي ) لكافة الاستخدامات لهذا العنصر في الزراعة ، وتجدر الإشارة بداية أن هذا الأسلوب يعطي مؤشرات فقط لحين توافر بيانات تفصيلية يمكن استخدامها في إجراء حسابات الربحية مستقبلا .