الأعداد السابقة
السنة :15 العدد : 58 1989
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
أثر التوزيع المكاني للصناعات في المملكة العربية السعودية على الفوارق الإقليمية : دراسة تحليلية لوضع الصناعة في المملكة العربية السعودية .
DOI :
المؤلف : د. فايز الحبيب،د.محمـد عبد الرحمن، د. فدعوش حنيطل .
من أهم المشاكل التي تعاني منها الكثير من الدول النامية هي عدم توازن التوزيع السكاني على الحيز المكاني في هذه الدول ، ويمثل التركز السكاني في المناطق الريفية أحد تلك المظاهر . ويرجع ذلك إلى أسباب اجتماعية وسياسية واقتصادية، ولعل أهم الأسباب الاقتصادية هو الدور الذي يلعبه القطاع الزراعي في الاقتصاد الوطني ، وأساليب الإنتاج التي تعتمد على أسلوب الكثافة العمالية Labor Intensive ، بالإضافة إلى سياسات الدول النامية ، والخاصة بتوجيه جرعات متتالية من الاستثمارات الوطنية إلى المناطق الحضرية ، وخاصة في قطاعات الخدمات ومشروعات الهياكل الأساسية Infrastructure على حساب المناطق الريفية .
ومن جهة أخرى تتجه كثير من الدول النامية إلى تركيز معظم الاستثمارات الصناعية في عدد محدود من المناطق الحضرية . إما لتوفر فرص التجمع الصناعي
Economies Agglomoration بما لها من مميزات في خلق وفورات الإنتاج ، أو لقربها من منافذ التوزيع أو مصادر الطاقة والمواد الأولية ومصادر اليد العاملة المدربة .
هذا وقد أدت تلك السياسات إلى تشجيع الهجرة من الريف إلى الخضر ، وخاصة من بين فئات الشباب
Brain and Youth drain وأصبحت علاقات التبادل الاقتصادية المكانية لصالح الحضر وعلى حساب الريف .
وعلى الرغم من أن كثيرا من المفكرين الاقتصاديين يرون أن مثل هذا النمط من التنمية
Unbalanced Growth عادة ما يؤدي إلى دفع عجلة التنمية ، وخاصة إذا ما لجأت الحكومات إلى اتباع سياسات مكملة لإعادة توزيع الدخل القومي عن طريق سياسات الإنفاق والضرائب ، إلا أن هذا المنهج قد أثبتت عدم فعاليته في كثير من البلدان النامية .