الأعداد السابقة
السنة :18 العدد : 68 1993
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
التكنولوجيا والعمران في القرية البحرينية .
DOI :
المؤلف : د. باقر سلمان النجـار .
مرة أخرى فإننا نعيد ونكرر أنه رغم درجة التلكؤ الاجتماعي في تقبل الكثير من عناصر الحداثة بما تحمل من أوضاع ، إلا أن حجم الاجتياح المديني ، الاقتصادي والتكنولوجي الذي تعرضت له القرية يفرض على أفرادها بشكل إرادي أو لا إرادي تقبل جزء من قيم الحداثة التي حملتها التغيرات الاقتصادية والتكنولوجيا الحديثة في الإنتاج أو الاستهلاك ، سيطبع بصماته على الثقافة التقليدية السائدة ، فالفرد منهم ، بما فيهم رافضوا الحداثة من جماعات الخطاب الديني كل معارفهم الحديثة ، وكذا بعض أنماط سلوكهم المعيشي صادرة نسبيا من الحداثة التي تعتبر واحدا من أركانها الأساسية ، من هنا ونتيجة لعملية التقاطب السوسيو-ثقافي التي يخضع لها الفرد وبالتحديد في المجتمعات التقليدية ، تجعل منه ثنائي الثقافة .. يعمل في جانب منها بطريقة ، هي في الغالب أقرب إلى الحداثة الغربية ، ويترجم علاقاته بالآخرين من أفراد مجتمعه ، أفقيا وعموديا وبالخلق وخالقه من خلال نسق ثقافته التقليدية ، فهي مرجعيته الأولى ومحكه ربما الأول في قبول هذا العالم أو رفضه . أنها-أي هذه المجتمعات-قد تبدو بالنسبة للبعض مهووسة مقتلعة من العصر المعاش ، عائشة مع زمن الأشواق السامية أو البدايات الخالدة لحضارة الشرق ، إلا أنها دون شك هي نتاج طبيعي لعملية تحديث لا تخلو في بعض محصلاتها من التشوه .