الأعداد السابقة

ونستخلص مما سبق أن علاقات ابن سعود ببريطانيا وهي العلاقات التي بدأت بمعاهدة دارين (1915) ، قد تطورت طبقا للمتغيرات التي آلمت بالمشرق العربي . فهو يلتزم بتعهداته دون أن يقيد يديه في العمل ، ويمضي في توسيع أملاكه دون أن يصطدم بالمصالح البريطانية ، مما جعله يتبوأ مكانة رئيسية في سياسات العالم العربي وبخاصة بعد سيطرته على الأماكن الإسلامية المقدسة في الحجاز ، مما جعل بريطانيا تسعى إلى كسب وده ، بعكس ما كان عليه الحال في البداية حين سعى عبد العزيز إلى الاحتماء بها في وجه المصاعب التي كانت تحيط بدولته الناشئة . وبين هذا وذاك نجده حريصا على عدم التورط في سياسات الأحلاف البريطانية التي لم تجد قبولا لدى الرأي العام العربي وبخاصة في مصر والعراق-إذ انكشف للعرب وجه الاستعمار البريطاني القبيح والدور الشرير الذي قام به البريطانيون حين عملوا على تسليم فلسطين لليهود . وكل ذلك مما يدل على براعة عبد العزيز السياسية التي أقامت مملكة شاسعة وعملت على المحافظة عليها دون أن يسلم قيادة لهذه الدولة العظمى أو تلك .