الأعداد السابقة
السنة :22 العدد : 85 1997
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الثقافة السياسية لطلبة جامعة الإمارات . .
DOI :
المؤلف : د. عبد الخالـق عبـد الله ، أمانـي عمــران.
تحتفـل الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1996م بمرور 25 عاما على استمرار تجربتها الاتحادية التي أكدت نجاحها في ظل تعثر وفشـل معظم التجارب الوحدوية والاتحادية العربية الأخرى عبر الـ50 سنة الأخيرة . لقد تمكنت الإمارات العربية المتحدة ، بأسلوبها المتأني والواقعي ، من بناء تجربة اتحاديـة رائدة على الصعيد العربي ، وتأكـد الآن أن الكيان الاتحادي هو قدر ومصير لشعب الإمارات خاصة بعد أن تشابكت المصالح أشد التشابك وتداخلت المكتسبات الوطنية وتحولت إلى حقائق ملموسة ومعاشة على أرض الواقع .
ورغم أن يوم الثاني من ديسمبر من عام 1996م وهو يوم للاحتفال عربيا وإماراتيا بنجاح التجربة الاتحادية في الإمارات لربع قرن ، إلا أن ليوم الثاني من ديسمبر من كل عام معاني عديدة وعميقة بالنسبة لشعب الإمارات . ففي الثاني من ديسمبر من عام 1971م أعلن عن استقلال الإمارات العربية المتحدة من الاستعمار البريطاني الذي ظل قابعا على أرض الخليج العربي لفترة 150 عاما وكان مسؤولا خلالها عن حالة التخلف والانغلاق والمعاناة والتجزئة التي سادت المنطقة . لذلك فإن الثاني من ديسمبر هو اليوم الذي يقف فيه شعب الإمارات للتأمل في التجربة الاستعمارية واستيعاب المعاني العميقة للاستقلال . وفي الثاني من ديسمبر عام 1971م حصل المواطن في الإمارات على أول دستور يؤكد في ديباجته على أن إرادة شعب الإمارات قد تلاقت على قيام اتحاد بين الإمارات يحقق لشعبه حياة دستورية حرة وكريمة وفي ظل مجتمع عصري متحرر من الخوف والقلق (الدستور المؤقت 1972م) . إن الدستور هو واحد من أهم المكتسبات الوطنية التي تحققت لشعب الإمارات خاصة وإنه يتضمن أكثر من 20 مادة حول الحقوق والحريات السياسية والمدنية للإنسان والمستمدة أساسا من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (عبد الله 1988، الركن 1993م) .