الأعداد السابقة
السنة :44 العدد : 168 2018
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
محددات السياسة الخارجية الجديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة .
DOI : 10.34120/0382-044-168-010
المؤلف : د. محمد موسى بن هويدن
تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ما عٌرف بالربيع العربي سياسة خارجية أكثر حزماً، تجاوزت تفسيرات دارسي سلوك الدول الصغيرة في العلاقات الدولية. فقد دعمت الإمارات بقوة الأنظمة الحاكمة في البحرين وعمان، وأيدت حكومة طبرق ذات التوجه الوطني في ليبيا في مواجهة حكومة طرابلس ذات التوجه الإسلامي، ودعمت الرئيس عبدالفتاح السيسي في مواجهة الإخوان المسلمين في مصر، ووقفت بشكل حازم في مواجهة التدخلات الإيرانية في اليمن. وكان العامل الحاسم في تبني هذه السياسة هو المحافظة على النظام المحافظ القائم في المنطقة بشكل عام ودولة الإمارات العربية بشكل خاص من تهديد حركات الإسلام السياسي وإيران، اللتين تحملان، من وجهة النظر الإماراتية، أهم تهديدين للنظام المحافظ القائم في المنطقة. هذه الدراسة تٌحلل السياسة الخارجية الإماراتية الفاعلة من حيث مناقشة محدداتها الرئيسية، والوقوف على التحديات التي تواجهها، وتحديد فرص نجاحها. وتوصلت الدراسة إلى أن التفسير السائد عن سلوك الدولة الصغيرة لا ينطبق على الحالة الإماراتية التي بدأت تتحرك وفق قناعة بأنها دولة فاعلة في الإقليم على أقل تقدير. كما خلصت الدراسة إلى أن نجاح هذه السياسة الإماراتية مرتبط بقدرتها على إبقاء تحالفها القائم مع المملكة العربية السعودية التي أصبحت تتشارك - إلى حد بعيد - مع الإمارات في تقدير التهديد للأمن في المنطقة. كما تشير هذه الدراسة إلى وجود بعض التحديات التي يمكن أن تواجه الإمارات من جراء تبنيها للسياسة الفاعلة في المنطقة. فالتوجه الإماراتي - وفقاً لهذه الدراسة - هو توجه مصلحي إستراتيجي وليس تكتيكياً؛ حيث تسعى الإمارات إلى تحقيق تغيرات في شكل النظام الخليجي لمواجهة التهديدات للنظام القائم.