الأعداد السابقة
السنة :33 العدد : 126 2007
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
مدى السعودة في المكاتب الهندسية والاستشارية المرخصة للممارسة في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية
DOI :
المؤلف : د. إبراهيم بن راشد بن سعد الجوير
على الرغم من مرور أربعة عقود على ترخيص أول مكتب هندسي لمهندس معماري غير سعودي من وزارة التجارة وأكثر من ثلاثة عقود على تسجيل أول مكتب هندسي بأمانة مدينة الرياض فإن دور الوافدين في ممارسة تلك المهن ما زال كبيراً جداً على الرغم من الدعوة إلى سعودة الوظائف بالمملكة. منذ تخريج أول دفعة من المهندسين السعوديين(معماريين وغيرهم) في عام 1971م في أول كلية هندسة أنشئت بالمملكة، لا توجد دراسة حديثة تبين مدى انخراط السعوديين في ممارسة المهنة بمدينة الرياض بوصفهم موظفين لا ملاكاً لتلك المكاتب وشركاء لهم.
هدف هذه الدراسة هو محاولة معرفة الأسباب التي تمنع السعوديين من معماريين ومخططين ومهندسين ومصممين داخليين ومنسقي حدائق ورسامين وغيرهم من الانخراط في ممارسة المهنة من خلال العمل بالمكاتب وكيفية تجنب هذه الأسباب، وذلك من خلال إثبات مدى صحة الفرضية القائلة بأن السعودة في المكاتب الهندسية والاستشارية تقتصر على ملاك تلك المكاتب وشركائهم إلا ما ندر.
اعتمد الباحث في جمع المعلومات على أرشيف الهيئة السعودية للمهندسين، وعلى أرشيف قسم الرخص بأمانة مدينة الرياض. وتم توزيع استبانة جمع المعلومات أيضاً على جميع المكاتب المرخصة والمسجلة لممارسة المهنة بالأمانة، وذلك من خلال تشخيص المشكلة علمياً وتحديد ما يلي:
- أعداد المكاتب المرخصة والمسجلة للممارسة وأنواعها بمدينة الرياض ونوعية الممارسة المهنية لها.
- نسبة الوافدين الممارسين للمهنة و تخصصاتهم وجنسياتهم وأسباب توظيفهم.
- نسبة السعودة في المكاتب الهندسية والاستشارية المسجلة بأمانة مدينة الرياض وسبل رفعها.
لقد خلصت الدراسة إلى صحة الفرضية القائلة: إن السعودة في المكاتب الهندسية والاستشارية تقتصر على ملاك تلك المكاتب وشركائهم إلا ما ندر. إن سهولة الحصول على ترخيص لممارسة المهنة - بسبب عدم وجود نظام للتأهيل المهني ونظام جديد لتراخيص المكاتب الهندسية أو الاستشارية وعدم فرض ممارسة التخصص - تغري الكثير من السعوديين بأن يكونوا أصحاب عمل يوظفون آخرين بدلاً من أن يكونوا موظفين عند آخرين، وهذه مشكلة تقود إلى الاعتماد - بشكل كبير - على الوافدين. اتضح أيضاً من هذه الدراسة أن عزوف السعوديين - من معماريين ومخططين ومهندسين ومصممين داخليين ومنسقي حدائق ورسامين وغيرهم - عن العمل في المكاتب الهندسية والاستشارية ليس له علاقة بالكفاءة والتدريب فقط كما هو شائع بل بمقدار الراتب وبساعات العمل وفترات الدوام أيضاً. يُلقي الأمان الوظيفي والمزايا التي توفرها الوظيفة الحكومية بظلالهما على أي تقدم نحو أن يصبح المهنيون السعوديون موظفين لدى الغير في المكاتب الهندسية أو الاستشارية.