الأعداد السابقة
السنة :8 العدد : 30 1988
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
حول مشكلة التصحر في الجمهورية العربية السورية
DOI :
المؤلف : محمد إسماعيل الشيخ
يتعرض هذا البحث لظاهرة التصحر التي تعتبر بإجماع العلماء من أخطر المشاكل البيئية وأكثرها تعقيدا ويهدف إلى تسليط الضوء على العناصر المتباينة والمتداخلة لهذه الظاهرة في القطر العربي السوري، وتحديد الطرائق والآليات المتعددة التي تسمح لهذه الظاهرة البيولوجية أن تبدأ ومن ثم تزداد تفاقماً واتساعاً. كما يحاول الباحث الإشارة إلى أهم المناطق المتصحرة أو المهددة بالتصحر وبخاصة المناطق الداخلية الشرقية التي تصنف تحت رتبة المناطق الجافة (القاحلة) وشبه الجافة . كما يشير الباحث أيضا إلى أن خطر التصحر لا يتهدد تلك المناطق فحسب بل يتعداها إلى المناطق الغربية من سورية، التي تصنف تحت رتبة المناطق المتوسطية الرطبة وشبه الرطبة.
ثم يستعرض البحث بعد ذلك أسباب التصحر بإسهاب. ويصنفها ضمن مجموعتين متكاملتين هما: الأسباب غير المباشرة (المساعدة)، وتتمثل في خصائص المناخ، وخصائص التربة والنبات الطبيعي، وهذه الأسباب تعمل بشكل مساعد وغير مباشر من خلال الخصائص المناخية المميزة كطول الفصل الحار الجاف وامتداده على أكثر من نصف السنة، وتركز التساقط السنوي في عدة أيام أو أسابيع من السنة، إضافة إلى حساسية التربة والغطاء النباتي تجاه أي تغيير بيئي يطرأ على الوسط الطبيعي. أما المجموعة الثانية من أسباب التصحر فهي الأسباب المباشرة. وهي تتمثل في النشاطات المختلفة للإنسان، وتدخله العدواني المباشر في عناصر البيئة الطبيعية، مثل قطع وإزالة الغابات، الرعي الجائر، الاستغلال العشوائي للتربة الزراعية، استنزاف الماء الجوفي، وأخيراً استخدام بعض أشكال التكنولوجيا الزراعية غير الملائمة. وتعمل هذه النشاطات البشرية كلها مجتمعة على إطلاق الشرارة الأولى لظاهرة التصحر، وبعدها يفلت زمام الأمر من يد الإنسان الذي يدرك عاقبة ما جنت يداه متأخراً، فلا يستطيع بعدها – وإن أراد ذلك – أن يعيد للمنطقة المتصحرة استقرارها وتوازنها البيئي القديم.
ويؤكد البحث في الختام على التداخل الكبير بين أسباب التصحر من جهة وبين نتائجه ومخاطره من جهة أخرى مؤكدا على خاصية التعقيد الشديد الذي تتصف به ظاهرة التصحر.