الأعداد السابقة
السنة :8 العدد : 30 1988
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
تنظيمات الجيش الأموي بالأندلس في عهد الخليفة الحكم المستنصر (350 - 366 هـ / 961 – 976 م)
DOI :
المؤلف : محمود عرفة محمود
يتناول هذا البحث دراسة فرق الجيش الأموي ووحداته العسكرية في عهد الخليفة الحكم المستنصر، الذي ازدهرت فيه الحضارة الإسلامية، وبلغت خلاله التنظيمات الحربية درجة كبيرة من الرقي والتطور.
كان الجيش الأموي بالأندلس خلال عهد الحكم المستنصر يتألف من عنصرين رئيسين، القيادة بمختلف وظائفها ومستوياتها، وطوائف الأجناد التي تشكل فرق الجيش النظامين فضلا عن عناصر أخرى تأتي في المرتبة التالية هي عناصر المطوعة والمرتزقة، ثم طبقات أهل الخدمة، الذين كانوا يكلفون بالإمداد والتموين والنواحي الإدارية.
حظي القادة بمكانة سامية لدى الخلفاء يتجلى ذلك في الاحتفالات باستقبال السفراء والمواسم والأعياد، فكانوا يتبوأون مقاعدهم الشريفة اللائقة بهم ترتيبا على مستوياتهم. وبلغ من اهتمام الخليفة الحكم بقادة جيوشه أن موارد الدولة وكافة إمكاناتها كانت توضع تحت تصرفهم في حالات الاستعداد لصد الأخطار الخارجية. ويقوم جميع المختصين بشؤون الجيش بالإعداد والتجهيز حتى تخرج القوات إلى ميادين الجهاد على أكمل وجه.
وتتجلى مظاهر اهتمام الخلفاء الأمويين بالأندلس بقادتهم في حرصهم على الاتصال الدائم بهم في ميادين الجهاد، وإمدادهم بالجند والعدد والعتاد. وفضلاُ عن ذلك كان يقام احتفال مهيب للقادة لدى عودتهم مظفرين حاملين رايات النصر، فيكون الخليفة على رأس المستقبلين.
أما العنصر الرئيس الثاني في تشكيل فرق الجيش الأموي ووحداته العسكرية بالأندلس فهو طوائف الأجناد التي كانت تمثل القاعدة الأساسية العريقة في بناء الجيش وتنظيمه وإمداده بالاحتياجات الإدارية والتموينية.
كانت فرق الجيش النظامية تتألف من طوائف الفرسان بصفوفها المختلفة والرجالة بنوعياتها المتعددة. وكانت المهمة الرئيسة لهذه الفرق هي التدريب والإعداد في وقت السلم استعداد للقتال في ميادين الحروب. وكانت تشترك في الاحتفالات الكبرى والأعياد الرسمية للدولة ، فضلا عن استقبال المبعوثين والسفراء وحكام الدول الأجنبية القادمين في سفارات أو زيارات رسمية.