الأعداد السابقة
السنة :12 العدد : 48 1994
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
قضية المصطلح في مناهج النقد الأدبي الحديث
DOI :
المؤلف : عبدالقادر القط
تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف عند الشعر الذي قيل في محنة الكويت للتعرف على الرؤى والأدوات التي عالج بها الشعراء هذه المحنة التي لم يشهد لها العرب مثيلا في تاريخهم المعاصر.
توقفت الدراسة قليلا عند مسببات هذه المشكلة، ثم انطلقت منها لدراسة عدد من الظواهر التي صاحبت هذه المحنة القاسية التي توقف عندها الشعراء كثيرا، ومنها شخصية رأس النظام العراقي التي راح الشعراء يقارنون بينها وبين نظائر لها في التاريخ القديم، وكيف فجع العرب لهذه الشخصية المخادعة التي ظلت تعزف على أوتار النضال العربي زهاء عقدين من الزمان حتى جاء الثاني من أغسطس عام 1990 ليكشف عن زيف هذه الشخصية. ثم تتعرض الدراسة إلى تحليل النص الشعري في تعامله مع جرائم الاحتلال المتمثلة في قتل الصغار والكبار والنساء وتشويه أجسادهم، والاغتصاب، والتدمير المتعمد لكل ما يوحي بالحياة.
ثم تقف الدراسة وقفة متأنية عند الشعر الذي يرصد حركة المقاومة الكويتية في الدفاع عن الأرض والعرض، وردود الاحتلال على هذه المقاومة التي اتسمت بالعنف والوحشية التي تفوق الوصف، من خلال رؤية النص في المقام الأول من اللغة بأبعاده المتعددة. يلي ذلك موقف الشعراء من فقد الكويت وإحساسهم بالفجيعة والحزن لضياع وطن عرف بصفاء عروبته ونقاء سريرته.
يأتي بعد ذلك حنين الشعراء الجارف إلى الكويت، ممن كانوا خارجها إبان الاحتلال، أو تركوها مكرهين، فقد كان إحساسهم بفقد الوطن عظيما، نقص عليهم حياتهم، فضاقت عليهم أنفسهم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فلم يألفوا إلا تلك الأرض الطيبة، التي اتسمت عندهم بسمات خاصة لم يألفوها في غيرها. وتحلل الدراسة بعد ذلك مواقف الشعراء من فكرة العروبة والقومية، كشعارات مارسها الساسة العرب طوال عقود، وحين جاء امتحان هذه الشعارات لم تصمد أمام الاختبار الحقيقي لها، فضاعت الآمال، وانهارت القيم، وعاد العرب عقودا إلى الوراء بسبب هذه الكارثة، التي استطاعت أن تعري جميع المساوئ العربية وتضعها في مواجهة مع نفسها. كما تفضح هذه الدراسة بعضا من الشعراء العرب وتعرية سلوكياتهم في تعاملهم مع الحياة.
وتشير الدراسة بعد ذلك إلى رؤى الشعراء في عودة الكويت انطلاقا من منطق التاريخ ومعطيات العصر، فكانت تلك الرؤى – في غمرة تسارع الأحداث وتعقدها – بلسما للجراح النازفة، والنفوس المرهقة. ثم تقف الدراسة في النهاية عند ابتهاج الشعراء بعودة الكويت. وكل ذلك يتم في إطار من التحليل المرتكز على اللغة في المقام الأول.