الأعداد السابقة
السنة :19 العدد : 74 2001
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الوضع الإداري لطرابلس في العصر المملوكي 658 – 923 هـ / 1260 – 1517 م دراسة وثائقية
DOI :
المؤلف : حياة ناصر الحجي
تميزت سلطنة المماليك بحركة الجهاد الإسلامي ضد الوجود الصليبي في ساحل الشام الذي بدأ مع صيحة البابا أوربان الثاني سنة 1065 م عندما دعا أوروبا الكاثوليكية لمحاربة المسلمين. وكانت طرابلس بوضعها الجغرافي المتوسط في بلاد الشام ، والاستراتيجي على الساحل الشرقي للبحر المتوسط من أهم الممالك الصليبية في ساحل الشام حتى تولى المنصور قلاون الحكم في سلطنة المماليك فحقق فتح مدينة طرابلس .
وفي عهد الناصر محمد أصبحت طرابلس نيابة يتولى مسؤولية إدارتها نائب يتصل مباشرة بالسلطان في قلعة القاهرة . وتميزت طرابلس بكثير من المزايا بحكم موقعها المتوسط براً وبحراً :
1 - الدور الكبير الذي لعبته طرابلس في المواجهات التي دارت بين سلطنة المماليك والصليبيين .
2 – فعاليتها في قاعدة الدفاع ضد هجوم التتار على بلاد الشام .
3 – رد الفعل الهجومي على النشاط العدواني للممالك التركمانية في أرمينيا
في جميع هذه الأنشطة العسكرية كان نائب طرابلس يلعب دوراً مهما في التواجد بعسكر طرابلس في الصفوف الأمامية في الجيش المملوكي .
أما الوضع داخل طرابلس، فقد كان للنائب ومن معه، مثل كاتب السر، والحاجب، والمستشار، وقضاة القضاة الأربعة، حسب المذاهب السنية، يشكلون قاعدة إدارية مهمة في مثالية الوضع الإداري لطرابلس، فنعمت باستقرار وأمان طيلة تاريخها كنيابة في سلطنة المماليك .
كما تميزت من جانب آخر بتلك السلسلة من النواب ذوي الشخصيات غير العادية من ناحيتي الأخلاق العالية والكفاءة الإدارية، ما حقق لطرابلس ازدهاراً واضحا سجلته كتابات المؤرخين المعاصرين.