الأعداد السابقة
السنة :37 العدد : 148 2019
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
ملامح الفكر العقدي بالمغرب خلال العصر الحديث.
DOI : 10.34120/0117-037-148-005
المؤلف : علي مزيان بناصر
يتناول البحث ملامح الفكر العقدي بالمغرب خلال هذه المرحلة (الحديثة) من تاريخ المغرب. فبعد أن ساد الاشتغال بما بين أيدي الناس من المؤلفات والحواشي والطرر والمختصرات، لاحت في الأفق بوادر تجديد النظر الكلامي في العديد من قضايا الاعتقاد، حين سعى علم الكلام نحو استرداد وظيفته الأولى، في الذود عن عقائد الإسلام، ونفي شبه غير المسلمين وأغاليطهم، من خلال المناظرات التي نقلها الحجري أثناء تجواله في العديد من المدن الأوروبية، مع النصارى واليهود. مناظرات اعتمد فيها حجاجاً عقدياً دقيقاً، خاصة أنه عاصر تلك التحولات الفكرية التي عرفتها الضفة الشمالية من البحر المتوسط، وهي تحولات كان بإمكانها أن تشكل بيئة ملائمة ليستعيد علم الكلام وظيفته وتظهر حاجته.
إلى جانب ما يلاحظ من تأصيل نظري، أسس فيه اليوسي لعلم الكلام وفق منظور يستجيب لتطورات العصر الذي يعيش فيه؛ وبشكل عزز به المسار العملي عند الحجري، بحيث راعى اليوسي تجديد موضوع العلم ومنهجه، فأعاد صياغة تعريف علم الكلام، ونبه إلى وظيفته "الحجاجية" التي تقيم قواعد الدين وتنفي عنه شبه المحرفين، غير أن هذه المحاولات سرعان ما تراجع صداها وخفت نشاطها، حين وقفت الدولة في شخص السلطان محمد بن عبد الله العلوي، لتقطع مع كل تعاط مع علم الكلام تدريساً وتأليفاً. ولتغيِّبه عن مقررات الدرس العقدي بالمغرب الرسمي.
كما تعززت تلك الملامح بنماذج من التواصل "العقدي" بين جناحي العالم الإسلامي؛ شرقه وغربه من خلال السجال العقدي في قضايا من قبيل أفعال العباد والعلم النبوي.