الأعداد السابقة
السنة :36 العدد : 141 2018
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
تعليم نحو العربيّة للنّاطقين بغيرها: مقاميّاً براغماتيّاً.
DOI : 10.34120/0117-036-141-004
المؤلف : منال نجار
فعلى الرّغم من التقدّم الكبير الّذي حصل في ميدان البحوث اللّغوية اللّسانية، فإنّ عمليّة تعليم نحو العربيّة للنّاطقين بغيرها ما زالت ترتكز على الجوانب الشّكلية للّغة، ولم تأخذ حظّاً ملحوظاً من ثمار اللّسانيات الحديثة كَـ (البراغماتيّة المقاميّة) الّتي تعطي اهتماماً للمعنى في الاستخدام: أي تتعامل مع اللّغة في مستوى واقعي تطبيقي. ففكرة المقام هي المركز الّذي يدور حوله علم البراغماتيّة في الوقت الحاضر؛ فهو علم يدرس العلاقات بين اللّغة والمقام، تلك العلاقات القائمة على فَهْم اللّغة. وعبارة فَهْم اللّغة تستخدم هنا للفْت الانتباه إلى حقيقة أنّ فَهْم لفظة يتطلّب أكثر من مجرّد معرفة معاني الكلمات الملفوظة في تركيب، فقبْل كل شيء فَهْم لفظة يتطلّب الاستنتاج الّذي يربط ما يقال بما يفترض أن يعني أو بما قيل من قبل؛ فدراسة تلك العلاقات تمكّننا من تمييز العلاقة المتبادلة بين الشّكل اللّغوي والمقام عند دمْج المعنى المقامي بالشّكل اللّغوي. والمقام: هو المناخ أو الجوّ العام الذي يتمّ فيه الحدث الكلامي؛ فهو يشمل الزّمان والمكان، والمتكلّم والسّامع، والأفعال التي يقومون بها، ومختلف الأشياء والحوادث التي لها صلة بالحدث الكلامي.
فتحاول هذه الورقة تعرف لون جديد من الدّرس النّحوي؛ فتقدّم منهجاً جديداً فيه؛ ففرّقت بين مفهومين للنّحو: (نحو اللّغة) و (نحو المقام)، وترى أنّ الخبرة بنحو المقام خبرة بالأغراض والمعاني التي تعبّر عنها اللّغة في مقام معيّن.
و(نحو المقام) ما هو إلّا محاولة ترقية لذلك النّحو، وتأطيره في تنظير يؤهّله للتّعامل مع اللّغة بمنهج أكثرعمْقاً وشمولاً وتكاملاً وجمالاً. خاصّة أنّنا نشكو من ضَعْف مستوى متعلّمي اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها، وتعثّر تراكيبها في ألسنتهم وأقلامهم.