الأعداد السابقة
السنة :34 العدد : 133 2016
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
ماهية الشعر والخيال عند شيلي
DOI : 10.34120/0117-034-133-005
المؤلف : غادة محمد الإمام
كثيراً ما نجد شعراء يقرضون الشعر وينظمونه، ويخلقون عالمهم الخاص من الصور والأخيلة، ويظلون مستغرقين داخل إطار الأشياء التي يتخيلونها. ولكننا من النادر أن نجد واحداً بين هؤلاء قد تحول من مجرد كاتب للشعر إلى شاعر مفكر. ولاشك أن بيرس بيش شيلي (1792-1822) P.B. Shelley و أحد نماذج الشعراء الذين يمكننا وصفهم بأنهم شعراء مفكرون لم يقرضوا الشعر أو ينظمونه فحسب؛ وإنما تأملوا في ماهية الشعر. فالشعر وحده يستطيع أن يظهر ويضيء القوى الخفية لحياتنا الروحية والعقلية. فمع الشعر، يعمل الخيال على إبداع عالمنا.
وبناءً على ذلك، فإن الشعر عنده ليس مجرد محاكاة للواقع، أو صورة باهتة من الموضوع الطبيعي؛ وإنما بالأحرى هو تجديد وإبداع الموضوعات الطبيعية، ويكشف الروح الباطنية الكامنة بداخل تلك الموضوعات. فالشعر يسود عالماً، أو بالأحرى هو عالم جديد تدعونا فيه الصورة الشعرية بأن نحيا على نحو ننفتح فيه على عالمنا الإنساني الحقيقي والموضوعات الطبيعية، التي تكون حاضرة فيها كوجود جديد مبدع كما لو كنا لم نرها من قبل.
وسوف تعتمد الباحثة فى هذه الدراسة على المنهج التحليلي النقدي بهدف تحليل المفاهيم والمشكلات المتضمنة في قضية البحث لدى شيلي، وعلى تحليل نصوصه نفسها محاولةً قراءتها قراءة نقدية لا تكتفي بعرض الأفكار؛ وإنما تحاول فهمها وتحليلها.