الأعداد السابقة
السنة :34 العدد : 133 2016
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
مصطلحات ثعلب في كتابه (قواعد الشعر) وامتدادها في التراث البلاغي والنقدي عند العرب
DOI : 10.34120/0117-034-133-002
المؤلف : إبتسام أبو محفوظ
تهدف الدراسة إلى تقديم صورة للمصطلحات البلاغية والنقدية في كتاب "قواعد الشعر" لثعلب وامتدادها في التراث البلاغي والنقدي عند العرب، منطلقة من مقولة أن المصطلح لا يمكن له أن يبدأ من فراغ بل تدفع إليه عوامل ثقافية حضارية لها علاقة بالوعي والنضج الفكري، وأخرى معرفية ترتبط بالفكر واللغة والأدب والنقد، وهو – أي المصطلح - لا يقف ساكناً ثابتاً بل يكتسب خلال رحلته الزمنية والثقافية حمولة فكرية ومفاهيمية متشابكة ومتفاعلة تتناوبها سياقات عدة تترك آثارها عليه تغيرًا وتحولاً وتبدلاً، تتجه به إلى الانعتاق من الفوضى والاضطراب والالتباس والذاتية، وتعمل - في الوقت ذاته - على انغلاقه بشكل يحقق له الدقة والوضوح والواحدية في المفهوم؛ ليأخذ مكانه في علم الاصطلاح فيثبت أوربما يمحى.
وتحاول الدراسة الوقوف على المراحل الأولى التي شكلت بدايات المصطلح النقدي والبلاغي عند العرب في محاولة تأكيد النشأة العربية للمصطلح، والنظر في كيفية تعاطي الناقد الأول معها قبولاً أو رفضاً، لربط الصلة بين المصطلحات المختلفة من جهة، والوقوف على كيفية تشكلها عبر رحلتها الاصطلاحية ثباتاً أو تغيراً من جهة أخرى، ولقد رأينا أن مصطلحات ثعلب في كتابه "قواعد الشعر" تشكل بداية لمصطلحات كثيرة استمرت باللفظ ذاته الذي وضعه ثعلب أو أثبته، وأخرى أخذت مفاهيمها مصطلحات جديدة لها، ملتفتين إلى أن الوحدة المصطلحية (المصطلح / المفهوم) قد تستمر كما عرفها ثعلب، أو يتغير أحد ركنيها عبر رحلته الاصطلاحية.
اتكأت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يقرأ المصطلحات في متونها النقدية المختلفة، والمنهج التاريخي الذي يتتبع امتداد المصطلحات زمنياً، والمنهج الموازن للموازنة بين المتون النقدية المختلفة في كيفية تلقيها مصطلحات ثعلب، وقد جاءت في تمهيد عام يتناول الوحدة المصطلحية (المصطلح / المفهوم) وضرورة التقائهما معاً في الدراسة المصطلحية، ومبحثين يتناول الأول مصطلحات ثعلب المبتكرة وتمثلاتها في التراث البلاغي والنقدي، ويتناول الآخِر مصطلحات معروفة امتدت باسمها في التراث البلاغي والنقدي لكن ثعلب أضاف إليها، وانتهى إلى خاتمة لخصت أبرز النتائج التي توصلت إليها.