الأعداد السابقة
السنة :30 العدد : 118 2012
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
قراءة ثانية لنماذج من تراث النقد الشعري التطبيقي في ضوء نظرية التأويل
المؤلف : عبدالقادر الرباعي
التأويلية (Hermeneutic) نظرية نقدية من نظريات ما بعد الحداثة، لها أعلام وفلسفة وتاريخ وغالباً ما تقترن بنظرية التلقي (Reception)؛ لأن اهتمامهما معاً مركز على القارئ بصفته محور العملية النقدية انطلاقاً من فاعلية القراءة وتعدد المعنى. وتعتمد التأويلية في تحقيق فلسفتها على: الفهم، والتفسير، والتطبيق، وبتفاعل كبير بين هذه القضايا معاً.
ولما كانت هناك إشكالية بين النقاد والشعراء في موروثنا النقدي التطبيقي حول المعنى وتأويله، فإن إعادة قراءة جوانب أساسية من هذا الموروث التطبيقي وفق نظرية التأويل مفيدة، خاصة إذا وظفت منطلقات التأويلية بمنهجية القراءة الفاعلة. وبناء عليه حصر البحث إعادة القراءة هذه في قضايا ثلاث، هي:
المعنى واللفظ، والتضمين، أو ما عرف (بالسرقات)، ثم الغموض. وانتهى إلى أن خلافاً بشأن تأويل هذه المسائل جميعاً خلاف مستحكم بين الرؤية الجديدة والرؤية القديمة.
إن الذي كان له التأثير الأكبر في الأحكام غير المقنعة على الشعر قديماً هو الجو العام الذي طرح رؤية مؤداها: "تفوق القديم". فمن نتائجها رفض الأسلوب الجديد والتمسك بنهج القديم أسلوباً ثابتاً، حتى في العصور المتأخرة كالعصر العباسي وما بعده. وهناك أمر آخر اختلفت فيه القراءة القديمة عن الجديدة هو أنهم ظلوا في نقدهم القديم حول القضايا الثلاث يؤولون الجزء بعيداً عن أثر الكل؛ الأمر الذي ترك المنقود مكشوف الظهر، معرضاً للميل عنه أو الحيف عليه.
لقد ناقش البحث هذه القضايا الثلاث مستفيداً من آفاق التأويلية واهتمامها بالقارئ وبالنص المفتوح، ومستعيناً بأفكار الفلاسفة الكبار أمثال هانس جادامر، وإمبرتو إيكو، وبول ريكور، وروبرت شولتز وغيرهم.