الأعداد السابقة
السنة :22 العدد : 87 2004
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الكون الغزلي في الشعر الأموي بين السادية والمازوشية وتقاطعات الحب والحرب: إشكاليات سيكولوجية، ومقاربات ميثولوجية
DOI :
المؤلف : أحمد محمود الخليل
الحب حاجة متأصّلة فيالشخصية الإنسانية، ولم يكن الشعر - وهو ديوان العرب - خلواً من ظاهرة الحب، بل إنه واحد من أبرز أغراضه الوجدانية والجمالية، وقد ظهر في التاريخ الأدبي العربي تحت مسمّى لـ (النسيب) تارة، و(التشبيب) و(الغزل) تارة أخرى.
وقد حرصنا في هذه الدراسة على تتبّع دلالات مصطلح النسيب ومعرفة موقعه في التراث العربي، واستعرضنا بعض لوحات الغزل في الشعر الأموي، وكان هدفنا هو البحث عن:
- ظاهرة الساديّة والمازوشيّة في شعر الغزل الأموي.
- ظاهرة تقاطعات الحب والحرب في شعر الغزل الأموي.
- البنى السيكولوجية والميثولوجية المؤسّسة لهاتين الظاهرتين.
وتبيّن لنا بالبحث والتقصّي أن قصائد الغزل عامرة بالنزعتين الساديّة والمازوشيّة، وأن رموز الحب كثيراً ما تتقاطع ورموز الحرب في المشهد العشقي الواحد؛ لا فرق في ذلك بين عاشق شهواني كعمر بن أبي ربيعة، وعاشق فارس كجميل بن معمر، وعاشق عفيف (عذريّ) كقيس بن الملوّح وأضرابه.
وتوصّلنا إلى أن مظاهر الساديّة والمازوشيّة، في الغزل العربي الأموي، ليست ظاهرة مرَضيّة, إنها على الغالب نوع من الخداع السيكولوجي، بل لعلّها (حصان طروادة) فنّي، يتخفّى في طيّاته النزوع الفطري للإنسان إلى النرجسيّة والتمركز حول الذات، وما يتفرّع على هذا النزوع من رغبة جامحة إلى الامتلاك (الاستئثار).
وليس من المستبعد أن يكون للساديّة والمازوشيّة، في لوحات الغزل، علاقة برواسب ثقافات عصر الأمومة ورموزها؛ أيّام كانت الربّات من أمثال: عشتار، وإيزيس، واللات، والعُزّى، تسيطر على الميثولوجيا والفنّ، كما أن تقاطعات رموز الحب والحرب قد تكون من آثار التغالب بين هذه الثقافات وثقافات عصر الأبوّة (البطريركي) في التاريخ البشري.