الأعداد السابقة
السنة :24 العدد : 94 2006
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
ظهور المدنية ونشوء الدولة في بلاد الرافدين
DOI :
المؤلف : سعد الصويان
ما المعطيات البيئية والطبيعية التي أهلت بلاد الرافدين لتكون مهد الحضارات، وأول مكان تولد فيه المدن وتنشأ الدول؟ تتطلب الإجابة على هذا السؤال تقديم عرض سريع لجغرافية المنطقة وتضاريسها قبل الانتقال للحديث عن المتطلبات التقنية والاقتصادية والبشرية لنشوء المدن وتتبع هذه النشأة في مراحلها المتتالية. تبدأ أول خطوة في هذا الاتجاه بعد الانتقال من العصر الحجري إلى عصر التعدين الذي مكن من تطوير صناعة المحراث وغيره من الأدوات الزراعية، وهو ما ساعد في شق التبرع وقنوات الري وحرث مساحات أكبر من الأرض لزراعتها، وكذلك اختراع العجلة التي سهلت نقل فائض المحصول من الريف إلى المدينة. بعد ذلك نتتبع مراحل التطور الحضري التي مهدت لقيام المدينة، والمتمثلة في التفجر الديموغرافي الناجم عن زيادة المحاصيل، والقدرة على إنتاج الفائض، وما يترتب على ذلك من كثافة سكانية وتعقد في التنظيم الاجتماعي وتشعب العلاقات الاجتماعية الذي يقود إلى نشوء الطبقية. هذا مما يحتم قيام سلطة مركزية قادرة على فض النزاعات وحماية المصالح الطبقية. ويعد السومريون أول بناة للحضارة، وأول من أسس المدن في بلاد الرافدين، لذا كان لابد من التطرق لنشوء المدن السومرية ثم مجيء الأكاديين بعد ذلك. ونختتم البحث باستعراض أهم نظريتين تفسران نشوء المدينة والدولة، وهما النظرية الهيدرولوكية التي قال بها كارل وتفوغل، والنظرية الديموغرافية التي قال بها روبرت آدمز.