الأعداد السابقة
السنة :1 العدد : 1 1981
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
القصة البحرينية القصيرة بين حرية الفن وقيد الالتزام
DOI :
المؤلف : محمد حسن عبدالله
هذه الدراسة تأخذ منهج العرض التحليلي لأعمال عدد من كتاب القصة القصيرة في البحرين، وجميعهم من الشباب، لا تمتد كتاباتهم لأكثر من خمسة عشر عاماً مضت. ومع أن المغزى السياسي هو السائد في كتابات هذه الطائفة من القصاصين فإن التقسيم الفني ممكن أيضاً، إذ أنهم لا يعبرون عن همومهم وطموحاتهم السياسية بنفس الطريقة. القاسم المشترك هو الإحساس بالفن وسيطرة العنف ولا جدوى الرفض . ولكن كاتباً مثل (أمين صالح) مؤلف مجموعة: (هنا الوردة ز هنا ترقص) ومجموعة (الفراشات) وكذلك (محمد الماجد) مؤلف (الرحيل إلى مدن الفرح)، يلجآن إلى الرمز المكثف والتهويم الشعري والاستعارات البعيدة . بعكس كاتب مثل (محمد بن عبدالملك) الذي يتحرك بين الواقعية النقدية، والواقعية الاشتراكية في مجموعتيه (موت صاحب العربة) التي تذكرنا أكثر من مرة بمكسيم جوركي، و(نحن نحب الشمس) التي تقترب من عالم نجيب محفوظ . محمد عبدالملك هو أقرب الكتاب إلى العناية بأصول الفن القصصي، يضاف إليه (خلف أحمد خلف) الذي كتب مجموعته: (الحلم وجوه أخرى) وله اهتمام بالعالم السيكولوجي للشخصيات، ودلالات الحوادث. أما عبدالله علي خلي، مؤلف (لحن الشتاء) فإنه الأكثر ارتباطاً بملامح الأقليم، في واقعه المباشر، ثم في اعتماد بعض أقاصيصه على نوع من الاستخدام الجيد للمأثور الشعبي من الحواديث والنوادر.
ليس المعنى السياسي هو الفارق الوحيد بين هذه المجموعة من الكتاب الشباب وبين من سبقوهم مثل (علي سيار) في مجموعة (السيد)، وفؤاد عبيد في (نهاية قصة) و(ذكريات على الرمال) بل هناك أيضاً محاولة الاقتراب من أصول فن القصة القصيرة، وبخاصة الاهتمام بالتحليل، والبعد الزمني. أما الإحساس بالتطور ورصد جوانبه وتلمس أوجه الفروق والصراعات بين جيل البحر وجيل الموظفين فإننا يمكن أن نجدها موضع اهتمام لدى الفريقين، وإن يكن بنسب متفاوتة.
الأسلوب التحليلي الذي كتبت به هذه الدراسة، وضع في الاعتبار دائماً أن القصة البحرينية لا تزال تخطو خطواتها الأولى وأنه من القسوة عليها أن تناقش بصرامة، أو تقاس إلى تجارب متقدمة. كما وضع في الاعتبار أيضاً كيف يلتوي البناء الفني ليرضي الهدف الأساسي، وكيف تتغلب النزعة الفنية أحياناً، فتقدم عملاً محبوكاً، يستطيع أن يقول الكثير، بغير تعسف أو افتعال.